الأحد، 8 أبريل 2018

السياسة اللغوية، التخطيط اللغوي.


السياسة اللغوية

لمعرفة مفهوم السياسة اللغوية لابد من الالتفات الى الجانب اللغوي لمصطلحي "السياسة" و "اللغة " ثم اعتماد ذلك المدخل اللغوي منطلقاً للتعريف الاصطلاحي .
1.    التعريف اللغوي لمادتي السياسة واللغة :
أ‌-      السياسة : في المعاجم العربية مصدر ساس يسوس سياسة ومادته في لسان العرب سوس والسياسة فعل السائس يقال هو يسوس الدواب إذا قام عليها وراضها والسياسة القيام على الشئ بمايصلحه والوالي يسوس رعيته وسوس له امراً أي روضة وذللـــه
ب‌- اللغة : جاء في لسان العرب " لغي يلغي إذا هذي " وفي الحديث من قال في الجمعه صه فقد لغا "أي تكلم "
مصطلح السياسة : عند ابن سينا هي حسن التدبير الذاتي والجماعي و اصلاح الفساد الذي هوا طريق السعادة فهي إذا ليست حكرا على الملوك وإن كانوا أحق الناس بإتقانها بل لكل فرد من الرعية سياسة في جميع اموره وحاجته الى السياسة لاتقل عن حاجة الملوك للسياسة والسياسة عند ابن باديس هي تدبير شؤون المجتمع على قانون العدل والإحسان ويعرفها المعجم الفلسفي بـ فرع من العلم المدني يبحث في اصول الحكم وتنظيم شؤون الدولة .
أما السياسة عند الغربيين فتعريفاتها كثيرة اورد كثيرا منها عبد الوهاب الكيالي موسوعته السياسة ولعل اختلاف تعريفاتها راجع لاختلاف الاتجاهات والرؤى .
مصطلح اللغة : تعريفاتها لا حصر لها عند العرب والغربيين ولكن الذي أكدته الدراسات ان كل التعريفات اللسانية الحديثة قد جمعها ابنجني وهي لا تختلف جوهرا عنه ففي خصائصه قال " أما حدها فأصوات يعبر بها كل قوم عن اغراضهم ".
تعريف السياسة اللغوية : إن مصطلح السياسة اللغوية مركب وصفي بسيط ترجم الى العربية عن مركب أجنبي بسيط فهو يقابل في الفرنسية politique Linguistique وفي الانجليزية Language policy  يعرفها لويس جان كالفي بقوله " نحن نعتبر السياسة اللغوية هي مجمل الخيارات الواعية المتخذه في مجال العلاقات بين اللغة والحياة الاجتماعية وبالتحديد بين اللغة والحياة في الوطن .
مفهوم التخطيط اللغوي
كي ندرك أبعاد مفهوم التخطيط لابد أن نبين حقيقة اللغة فم الحقائق الاساسية المرتبطة باللغة أنها دائما في تغير مستمر و أن لدى المتحدثين دائما أبدالا متاحة أمامهم فهم في حالة اختيار دائم بين الضروب اللغوية المختلفة أو بين الابدال الموجودة ضمن نظام لغوي ما مما يجعل عملية التخطيط امرا ممكنا فاللغة تمتلك نظاما متماسكاً يتيح لأهلها التصرف بثروتها اللفظية وفقا لحاجات المجتمع المستجدة سواء بالزيادة او النقصان دون ان يمسس ذلك جوهر بنائها ونظامها وهنا تكن أهمية التخطيط بالاختيار بين الابدال اللغوية الممكنة أو العمل على تطوير اللغة بإيجاد ألفاظ ومصطلحات تحتاج إليها اللغة كي تواكب التطورات الحضارية والعلمية العالمية .
بدأ مفهوم التخطيط اللغوي أول الأمر بما يسمى بتحديد اللغة بمعنى اختيار لغة من بين مجموعة من اللغات في الدول المتعددة لغوياً كالهند وغيرها ثم تطور  هذا المفهوم الى ما يسمى بــ " تطوير اللغة " وخاصة إذا كانت اللغة القومية هي لغة أغلبية المجتمع واستعبدت في واحد من مجالين مهمين في حياة المجتمع وهما : تسير أمور الدولة والتعليم وهما مشكلتان تتطلبان تخطيطاً لغوياً للتغلب عليهما والعربية تواجه مشكلة في التعليم في الكليات العلمية في أغلب الجامعات العربية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق