الجمعة، 25 مارس 2016

النثر السعودي ..

أولاً:
1 ينحصر النثر السعودي المعاصر في نوعين هما: 
أ فن القصة ب فن المقال، أما فن المسرحية فما زال في بداية ظهوره.
2 تفوق فن المقال على فن القصة عند الأدباء السعوديين.
3 شارك بعض الشعراءالسعوديين في كتابة المقال والقصة، مثل: عبدالقدوس الأنصاري ، محمد سعيد العامودي، طاهر زمخشري، سعد البواردي، حسن عبدالله القرشي.
4 أما القصاصون الآخرون فلم يعرف عنهم نظم الشعر إلا نادراً.
**************
1القصة
أول عمل قصصي سعودي هو قصة)التوأمان( لعبد القدوس الأنصاري.
تطور القصة السعودية: مرت القصة السعودية في تطورها بمرحلتين:
1 المرحلة الأولى
من تأسيس المملكة إلى نهاية الحرب العالمية الثانية أي من 1351 ه إلى 1365ه.
1 بدأت في هذه المرحلة كتابة القصة القصيرة، وهي قصيرة من حيث الحجم، لا من حيث الخصائص الفنية. / 2 تمثل قصة رامز التي كتبها، محمد سعيد العامودي بداية فن القصة، فقد نشرها 1355. )وهي قصة يتيم تربى في بيت خاله...(
تعليق على قصة رامز:
أ سميت قصة قصيرة لقصر حجمها، لكنها فيها تسلسل الأحداث كالرواية. /ب تفتقر إلى التركيز المطلوب في فن القصة القصيرة. )كما عرفنا في النقد(. /ج تفتقر إلى شمول الرواية وعمقها.
3 العيوب الفنية الكثيرة مثل:
أ الاعتماد على المصادفة /ب افتقارها إلى الاسلوب التصويري 
4 ولكن قصة رامز هذه تمثل عددا كبيرا من القصص التي ظهرت في هذه المرحلة من حيث:
أ المستوى الفني / ب التشابه في المضمون الاجتماعي / ج أسلوبها يقوم على دقة وإتقان اختيار الألفاظ الذي يعجب هواه الاساليب الرفيعة.
2 المرحلة الثانية 
ما بعد الحرب العالمية الثانية: من خصائص هذه المرحلة:
1 عودة الشباب السعودي الذي كان موفدا للتعليم خارج المملكة، مزودا بالثقافات المختلفة، ومنهم من أتقن اللغات الأجنبية.
2 زيادة صدور الصحف والمجلات الوطنية، ومجيء صحف ومجلات من البلاد العربية 
3 تأثر الكتاب السعوديين الجدد بالثقافات الجديدة، واطلاعهم الواسع على الأدب في البلاد العربية الأخرى، وقد ادركوا أن القصة بناء فني متكامل.
4 حامد دمنهوري هو رائد فن القصة الحديث في الأدب السعودي 1340/1385ه فقد درس في جامعات مصر، وأتقن اللغات الأجنبية، وعرف فن القصة، لأنه كان واسع الاطلاع على الأدب القصصي العربي والمترجم.
5 لم يكتب حامد دمنهوري غير روايتين:
أ )ثمن التضحية( 1379ه 2 )ومرت الأيام( 1383ه 
6 يعتمد حامد دمنهوري في أسلوب كتابته القصصي على )المنولوج الداخلي( وهو ما يسميه علماء النفس )الاستبطان كأسلوب جديد في معالجة القصة السعودية.
7 قصة ثمن التضحية: ومن مميزاته فيها:
أ استطاع أن يرسم البيئة الحجازية، والأسرة السعودية، والمجتمع الذي تعيش فيه هذه الأسرة /ب صور التطور الجديد الذي طرأ على هذه البيئة بعد الحرب العالمية الثانية. /ج بين العوامل الجديدة التي أدت إلى تغيير عقلية وحياة المثقفين، الذين اتصلوا بالتعليم الجامعي خارج بلادهم.. في كل المهن. /د صورت الرواية مشكلة اجتماعية ظهرت في هذه الفترة حيث تطلع الشباب المثقف جامعيا الى بنات مثقفات من بيئة أخرى ولكن بطل القصة يعاند قلبه ويضحي في سبيل الزواج بإحدى بنات وطنه، وهو بذلك يضرب مثلا رائعا على الواجب الوطني تجاه بنات بلده. /ه ويظهر في القصة صراع داخلي في نفس البطل، وذلك في مرحلتين:
الأولى: حين يرغب في السفر إلى مصر لا ستكمال تعليمه ويرفض أهله اكتفاء بوظيفة داخلية 
الثانية: الازمة العاطفية التي عاناها حين أحب)فائزة( أخت صديقه وقاوم هذا الحب إبقاؤه على زواجه من ابنة عمه)فاطمة(.
و كان يمكن للكاتب أن يرفع الصراع أكثر لو أنه لم يخضع لمنطق العقل، ولكن هذا هو طابع الاتزان الذي تتميز به الشخصيات العامة السعودية فانعكست على الشخصيات الروائية عند دمنهوري
8 وقد أدى الاستقرار السياسي والاقتصادي في المملكة في السنوات العشرين الأخيرة إلى ظهور قيم حديثة في الأخلاق والحكم والسياسة فعبر عنها الكتاب بأقلام جديدة وأصوات مختلفة. خصوصا وأن الصحف قد حملت عبء التعبير عن طموحات المجتمع الجديد وتياراته.
9 وفي هذا الجو الجديد ولدت القصة السعودية المعاصرة الفنية وهي:
أ تخلصت من الأسلوب السطحي / ب اتجهت إلى التصوير الإنساني / ج لم تتخل عن المضامين الاجتماعية / د تنوعت اتجاهاتها الفنية )الرومانسية/ الواقعي/ التاريخي/ ما يعتمد على الأسطورة(.
من هذه القصص الفنية:
)شبح من فلسطين، دعوة إلى الآخرة( لسعد البواردي.)عروس من القاهرة( لغالب أبي فرج )أرض بلا مطر( مجموعة قصصية لإبراهيم الناصر )التضحية(، )المتسولة( أمين الرويحي.
وتلاقي القصة السعودية المعاصرة إقبالاً من الكتاب السعودين وكذلك أسهمت المرأة في ذلك الفن.
**************
2المقالة
أولاً: المقالة من تأسيس المملكة إلى نهاية الحرب العالمية الثانية:
1 قبل تأسيس المملكة كانت المقالة مثل كل فنون الأدب النثرية: مليئة بالمحسنات البديعية المتكلفة، مع الأفكار التافهة، والأسلوب الضعيف.
2 وقبل تأسيس المملكة ظهرت المقالة حين ظهرت جريدة)القبلة( المتأثرة بأسلوب فؤاد الخطيب والكتاب المصريين والسوريين الذين عملوا فيها وتعتبر جريدة القبلة المدرسة الأولى التي علمت أبناء الحجاز والسعوديين عامة فن المقال الصحيح شكلا ومضمونا.
3 ثم جاءت صحيفة )أم القرى( التي شاركت )القبلة( في إرساء ونهضة هذا الفن.
4 ومن خصائص المقالة في هذا الفترة:
)أ( التحرر من الأسلوب القديم. )ب( اختيار موضوعات ذات أهمية للمجتمع العربي والإسلامي.
)ج( عرض الأفكار في وضوح وبساطة.
ثانياً: المقالة بعد الحرب العالمية الثانية:
)1( ظهرت مجموعة من الصحف السعودية فكان لأصحابها فضل كبير في نهضة الأدب السعودي عامة وفن المقالة خاصة، فقد استمر الأدباء الكبار يكتبون مقالاتهم كما تربي فيها جيل من الكتاب الناشئين.
)2( تنوعت المقالات: الدينية الأدبية النقدية الاجتماعية والسياسية.
)3( تتلمذ كثير من كتاب المقالة الجدد على أساليب كتاب المقال في الوطن العربي.
أمثال: الزيات المازني العقاد طه حسين وغيرهم.
)4( المقالة الدينية: احتلت دوراً بارزاً، وكانت تدور حول دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب. ومن أشهر كتاب المقالة الدينية:
)أ( محمد أحمد باشميل: وقد جمع مقالاته وأحاديثه الإذاعية في كتب خاصة )لهيب الصراحة يحرق المغالطات، صراع مع الباطل(. )ب( أحمد عبدالغفور العطار: وهو من الأدباء الذين تحدثوا عن الإسلام وأسرار الشريعة الإسلامية في قضايا العبادات والمعاملات ومن مميزات مقالاته:
1 اتساع الأفق. 2 قبول ارائه وأفكاره عند عامة المسلمين. 3 آل الشيخ: تولى بعضهم كتابة المقالة الدينية، ومنهم )حسن آل الشيخ( وزير التعليم العالي رحمه الله وقد جمعها في كتاب.
**************
المقالة الأدبية والنقدية:
1 نالت اهتمام الكثير من الأدباء ففيها مجال واسع لبسط آراء الأدباء والنقاد وعرض مناظراتهم مع خصومهم وآرائهم حول الشعر والبلاغة وقضية اللغة الفصحى والعامية.
2 شارك الأدباء السعوديون أدباء البلاد في المناقشات لأنهم لم يكونوا منعزلين عن التيارات الأدبية التي ظهرت في الوطن العربي.
3 ومن هؤلاء حسين سرحان، الذي يشارك العقاد فيما أثاره عن ارتباط الأدب بالحياة مدركا قضية التقليد التي كان يعاني منها الأدب السعودي.

عوامل ازدهار الادب السعودي ...


ملخص عوامل ازدهار الادب السعودي
عوامل ازدهار الأدب السعودي .
لقد نهض الأدب السعودي منذ بدء دعوة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحتي اليوم نتيجة لعدة عوامل أسهمت في رفع مستواه الفكري والفني ، وتطور الشكل شكلاًً ومضموناً ومن أهم هذه العوامل : -
1- التعليم : التعليم فبل تأسيس المملكة كان يقوم على الكتاتيب ، وحلقات الدين في المساجد والمدارس الأهلية . 
التعليم منذ تأسيس المملكة : 
( 1 ) بدأ التعليم النظامي في عهد الملك عبد العزيز . ( 2 ) انتشر في المدن والبوادي والهجر . ( 3 ) أنشئت الجامعات وعمت المدارس . 
أثر التعليم في نهضة الأدب : 
( 1) إثراء الحركة الأدبية . ( 2 ) الإبداع في فنون الشعر والنثر . ( 3 ) إقبال المتعلمين على قراءة الأدب ونقده . ( 4 ) الاتصال بأدب العصور العربية المزدهرة . ( 5 ) تعدي ذلك الاتصال بما أنتجته قرائح الأدباء في العالم .
2- المطابع والمكتبات : 
( المطابع ) 
( 1 ) قامت كوسيلة - فعالة لمتابعة ونشر ما يحقق من التراث . 
( 2 ) طبع ما يؤلف من الكتب والمترجمات -( 3 ) تشجيع الأدباء ونشر إنتاجهم . 
( المكتبات ) 
( 1 ) كان لا بد من ظهور المكتبات لتستوعب كل ما يؤلف أو يترجم أو يحقق من الكتب التي تطبع . 
( 2 ) من أهم المكتبات الحرم المكي ، ومكتبة ( عارف حكمت ) بالمدينة . 
( 3 ) إنشاء المكتبة العامة بالرياض ومن أهمها مكتبة الملك فهد الوطنية ، ومكتبات الجامعات والمدارس . 
( 4 ) وقد أنشئت مكتبة الملك عبد العزيز الوطنية ، ومكتبات سمعية وصوتية متعددة .
( 5 ) صارت للمكتبات إدارة كبري تتبع وزارة المعارف . 
أثر المكتبات في نهضة الأدب :
( 1 ) تمكين القراء من الاطلاع على كتب التراث . ( 2 ) ارتادها كل أديب أو متطلع للأدب ( 3 ) أمدت الشعراء والأدباء بالكتب ودواوين الشعر (4)غدت مناراً فكرياً وثقافياً . 
3- وسائل الأعلام : 
1- الصحافة : 
( 1 ) للصحافة دور باز في نهضة الشعر والنثر . 
( 2 ) بدأت بالتخلص من الأفكار التافهة والأساليب الركيكة على يد الشيخ فؤاد الخطيب في صحيفة ( القبلة ) ثم في صحيفة ( أم القرى ) . 
( 3 ) كانت هاتان الصحيفتان مدرسة للأدب والكتابة والفكر . ( 4 ) ظهرت صحف ومجلات كثيرة منها ( المنهل ) . 
(5) تميزت الصياغة الصحفية بالرقي والوضوح.
2- الإذاعة والتلفاز : 
( 1 ) اهتمت بالأدب والأدباء ن وسجلت أمسيات وندوات أدبية متميزة . ( 2 ) للتلفاز دور هام في نقل وقائع الملتقيات والمناسبات الأدبية إلي الناس . 
4- الاتصال بالأدباء السعوديين بغيرهم : - 
أفاد اتصال الشعراء والكتاب السعوديين بإخوانهم الأدباء في الوطن العربي كثيرا ً وتم هذا عن طريق : 
1- الاتصال المباشر عن طريق الصداقات واللقاء والزيارات بين الأدباء السعوديين وأدباء البلاد العربية الأخرى . 
2- عن طريق قراءة الإنتاج الأدبي ودراسته على مهل ... ونقده على معرفة ودراسة فظهرت مشاركات ومساجلات . 
4- شمل ذلك الأدب العربي و الآداب العالمية .
أثره اتصال الأدباء السعوديين بغيرهم : تنوعت أجناس الأدب السعودي وتعددت اتجاهاته الفنية . 5- النوادي الأدبية : * هي نوادٍ تهتم بالجوانب الفكرية والثقافية عامة ، والجانب الأدبي خاصة . * أقيمت في المدن الكبرى * تولت إقامة المحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية والقصصية ، ونشر أعمال الأدباء وإنتاجهم الفني * دورها : عرفت بالأدباء الشباب ، فتناول أدبهم كبار النقاد بالدراسة والتحليل ، مما أدى إلى رقي إنتاجهم وتطوره

غازي عبد الرحمن القصيبي

تعليمه
قضى في الأحساء سنوات عمره الأولى، ثم انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس فيها مراحل التعليم. نال ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة ثم تحصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا التي لم يكن يريد الدراسة بها, بل كان يريد دراسة "القانون الدولي" في جامعة أخرى من جامعات أمريكا، وبالفعل، حصل على عدد من القبولات في جامعات عدة، ولكن لمرض أخيه نبيل، اضطر إلى الانتقال إلى جواره والدراسة في جنوب كاليفورنيا، وبالتحديد في لوس أنجلوس، ولم يجد التخصص المطلوب فيها، فاضطر إلى دراسة "العلاقات الدولية" أما الدكتوراة ففي العلاقات الدولية من جامعة لندن والتي كانت رسالتها فيها حول اليمن كما أوضح ذلك في كتابه الشهير "حياةٌ في الإدارة".
حياته العملية
المناصب التي تولاها
أستاذ مساعد في كلية التجارة بجامعة الملك سعود في الرياض 1965 / 1385هـ
عمل مستشار قانوني في مكاتب استشارية وفي وزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة.
عميد كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود 1971 / 1391هـ.
مدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية 1973 / 1393 هـ.
وزير الصناعة والكهرباء 1976 / 1396 هـ.
وزير الصحة 1982 / 1402هـ
سفير السعودية لدى البحرين 1984 / 1404 هـ.
سفير السعودية لدى بريطانيا 1992 / 1412هـ.
وزير المياه والكهرباء 2003 / 1423هـ.
وزير العمل 2005 / 1425 هـ.
أدبه ومؤلفاته
القصيبي شاعر له إنتاجات في فن الرواية والقصة، مثل شقة الحرية ودنسكو وأبو شلاخ البرمائي والعصفورية و"سبعة" وسعادة السفير و الجنيّة، و "العودة سائحاً إلى كاليفورنيا" و "هما" و "حكاية حب" و "رجل جاء وذهب" آخر أعماله كانت أقصوصة ألزهايمر التي نشرت بعد وفاته. أما في الشعر فلديه دواوين "معركة بلا راية" و"أشعار من جزائر اللؤلؤ" و"للشهداء" و"حديقة الغروب". وله إسهامات صحافية متنوعة أشهرها سلسلة مقالات في عين العاصفة التي نُشرَت في جريدة الشرق الأوسط إبان حرب الخليج الثانية كما أن له مؤلفات أخرى في التنمية والسياسة وغيرها منها التنمية، الأسئلة الكبرى وعن هذا وذاك وباي باي لندن ومقالات أخرى الأسطورة ديانا و100 من أقوالي غير المأثورة وثورة في السنة النبوية وحتى لا تكون فتنة.
ذكره معلمه والأديب الراحل عبد الله بن محمد الطائي ضمن الشعراء المجددين في كتابة (دراسات عن الخليج العربي) قائلا:
"أخط اسم غازي القصيبي، وأشعر أن قلبي يقول ها أنت أمام مدخل مدينة المجددين، وأطلقت عليه عندما أصدر ديوانه أشعار من جزائر اللؤلؤ الدم الجديد، وكان فعلا دما جديدا سمعناه يهتف بالشعر في الستينيات، ولم يقف، بل سار مصعدا، يجدد في أسلوب شعره، وألفاظه ومواضيعه".
يعد كتاب حياة في الإدارة أشهر ما نشر له، وتناول سيرته الوظيفية وتجربته الإدارية حتى تعيينه سفيراً في لندن. وقد وصل عدد مؤلفاته إلى أكثر من ستين مؤلفاً. له أشعار لطيفة ومتنوعة ورواية سلمى
ترجم كتاب للمؤلف ايريك هوفر باسم المؤمن الصادق.

منح وسام الكويت ذو الوشاح من الطبقة الممتازة 1992
منح وسام الملك عبد العزيز وعدداً من الأوسمة الرفيعة من دول عربية وعالمية.
لديه اهتمامات اجتماعية مثل عضويته في جمعية الأطفال المعوقين السعودية حيث كان أحد مؤسسيها وكان عضواً فعالاً في مجالس وهيئات حكومية.
صاحب فكرة تأسيس جمعية الأطفال المعاقين بالمملكة العربية السعودية .
يعمل بلا مرتب في آخر 30 سنه من حياته حيث تم تحويل مرتباته إلى جمعية الأطفال المعاقين
== سيرته الكاملة == في بيئة "مشبعة بالكآبة"، كما يصفها محور هذه السيرة، كانت ولادته، التي وافقت اليوم الثاني من شهر مارس عام 1940، ذلك الجو الكئيب كانت له مسبباته، فبعد تسعة أشهر من ولادة (غازي) توفيت والدته، وقبل ولادته بقليل كان جده لوالدته قد توفي أيضا، وإلى جانب هذا كله كان بلا أقران أو أطفال بعمره يؤنسونه. في ذلك الجو، يقول غازي، "ترعرعت متأرجحا بين قطبين أولهما أبي وكان يتسم بالشدة والصرامة (كان الخروج إلى الشارع محرّما على سبيل المثال)، وثانيهما جدتي لأمي، وكانت تتصف بالحنان المفرط والشفقة المتناهية على (الصغير اليتيم)". ولكن، لم يكن لوجود هذين المعسكرين، في حياة غازي الطفل، تأثير سلبي كما قد يُتوقع، بل خرج من ذلك المأزق بمبدأ إداري يجزم بأن "السلطة بلا حزم، تؤدي إلى تسيب خطر، وأن الحزم، بلا رحمة، يؤدي إلى طغيان أشد خطورة", هذا المبدأ، الذي عايشه غازي الطفل، طبقه غازي المدير وغازي الوزير وغازي السفير أيضا، فكان على ما يبدو، سببا في نجاحاته المتواصلة في المجال الإداري. إلا أننا لا ندري بالضبط، ماذا كان أثر تلك النشأة لدى غازي الأديب.
على أي حال، لم يستمر جو الكآبة ذاك، ولم تستبد به العزلة طويلاً، بل ساعدته المدرسة على أن يتحرر من تلك الصبغة التي نشأ بها، ليجد نفسه مع الدراسة، بين أصدقاء متعددون ووسط صحبة جميلة.
في المنامة, كانت بداية مشواره الدراسي، حتى أنهى الثانوية، ثم حزم حقائبه نحو مصر، وإلى القاهرة بالتحديد، وفي جامعتها انتظم في كلية الحقوق، وبعد أن أنهى فترة الدراسة هناك، والتي يصفها بأنها "غنية بلا حدود" - ويبدو أنها كذلك بالفعل إذ (يُقال) أن رواية "شقة الحرية" التي كتبها، والتي كانت هي الأخرى غنية بلا حدود، تحكي التجربة الواقعية لغازي أثناء دراسته في القاهرة -.
بعد ذلك، عاد إلى السعودية يحمل معه شهادة البكالوريوس في القانون، وكان في تخطيطه أن يواصل دراسته في الخارج، وأصرّ على ذلك رغم العروض الوظيفية الحكومية التي وصلته، وكان أهمّها عرضا يكون بموجبه مديرا عاما للإدارة القانونية في وزارة البترول والثروة المعدنية والتي كان يحمل حقيبتها آنذاك عبد الله الطريقي، إلا أنه رفضه مقدما طموح مواصلة الدراسة على ما سواه. وكان أباه حينها قد عرض عليه الدخول في التجارة، معه ومع إخوته، إلا أنه اعتذر من أبيه عن ذلك أيضا، فما كان من الأب "شديد الاحترام لاستقلال أولاده" كما يصفه ابنه، إلا أن يقدّر هذه الرغبة، بل ويساعده عبر وساطاته بتدبير أمر ابتعاثه الحكومي إلى الخارج، وهذا ما تم.
وفي 1962، ونحو لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأميركية، كانت الوجهة هذه المرة، وفي جامعة جنوب كاليفورنيا العريقة، قضى ثلاث سنوات تتوّجت بحصوله على درجة الماجستير في العلاقات الدولية.
وفي أميركا وأثناء دراسة الماجستير، جرّب غازي منصبا إداريا للمرة الأولى، وذلك بعد فوزه "بأغلبية ساحقة" في انتخابات جمعية الطلاب العرب في الجامعة، وبعد رئاسته لها بأشهر أصبحت الجمعية ذات نشاط خلاق، بعد أن كانت الفرقة سمتها نظرا للوضع الذي كان يعيشه العالم العربي آنذاك والذي يؤثر بالطبع على أحوال الطلاب العرب.
"العودة إلى الوطن، والعمل استاذا جامعيا ثم إكمال الدراسة والحصول على الدكتوراه بعد فترة عملية"، كان قرار غازي من بين خيارات عدة، فعاد إلى الرياض عام 1964، وإلى جامعتها (جامعة الملك سعود حاليا) تقدّم آملا بالتدريس الجامعي في كلية التجارة (إدارة الاعمال حاليا)، ولكن السنة الدراسية كانت قد بدأت قبل وصوله، ما جعل أمله يتأجل قليلا حتى السنة التالية، وفي تلك الأثناء، قضى غازي ساعات عمله اليومية في مكتبة الكلية (بلا عمل رسمي)، وقبيل فترة الامتحانات الجامعية جاء الفرج، حاملا معه مكتباً متواضعاً ومهمة عملية، لم تكن سوى لصق صور الطلاب على استمارات الامتحان ! وقام حامل الماجستير في العلاقات الدولية بتلك المهمة عن طيب خاطر.
وقبل بدء السنة التالية، طلب منه عميد الكلية أن يجهّز نفسه لتدريس مادتي مبادئ القانون ومبادئ الإدارة العامة، إلا أنه وقبيل بدء الدراسة فوجئ الأستاذ الجامعي الجديد بأنه عضو في لجنة السلام السعودية – اليمنية، التي نصت عليها اتفاقية جدة لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن، وكان أن رشح اسمه كمستشار قانوني في الجانب السعودي من اللجنة، دون علمه، ليأتي أمر الملك فيصل باعتماد أسماء أعضاء اللجنة، فلم يكن هناك بدّ من الانصياع لهكذا عضوية. ومع أوائل العام 1966 كانت مهمة اللجنة قد انتهت ليعود المستشار القانوني السياسي إلى أروقة الجامعة، وكلف حينها بتدريس سبع مواد مختلفة. وفي 1967 غادر نحو لندن، ليحضّر الدكتوراه هناك، وكتب رسالته حول حرب اليمن، ثم عاد إلى الرياض في 1971، ولكنه قد أصبح (الدكتور) غازي، ليبدأ مشواره العملي، ويصل إلى مجلس الوزراء بعد أربع سنوات في التشكيل الوزاري الذي صدر عام 1975 م.
الأستاذ الجامعي والوزير والسفير
مع بداية العام 1971 عاد الدكتور غازي القصيبي للعمل في الجامعة بعد أن حصل على درجة الدكتوراه من لندن في المملكة المتحدة، وأدار بعد عودته بقليل مكتبا للاستشارات القانونية كان يعود لأحد أصدقاءه، ومن خلال هذه التجربة التي يعترف الدكتور غازي بأنه لم يوفق فيها تجاريا، يبدو أنه وفق بشأن آخر، وهو التعرف على طبيعة المجتمع السعودي بشكلٍ أقرب من خلال تعامله مع زبائن المكتب.
في تلك الفترة أيضا كانت الفرصة قد سنحت للكتابة بشكل نصف شهري في جريدة الرياض، مع إعداد برنامج تلفزيوني أسبوعي يتابع المستجدات في العلاقات الدولية، وكان لظهوره الإعلامي دور في ترسيخ هذا الاسم في ذاكرة العامة. وفي تلك الأثناء كذلك شارك القصيبي مع مجموعة لجان حكومية كانت بحاجة لمستشارين قانونيين ومفاوضين مؤهلين، من ضمنها لجان في وزارة الدفاع والطيران ولجان في وزارة المالية والاقتصاد الوطني وغيرها.
في تلك الحقبة من بداية المشوار العملي الحقيقي، كان لابد وأن يكون لبزوغ هذا الاسم ثمن، وكان كذلك بالفعل إذ انطلقت أقاويل حول "عاشق الأضواء" و"عاشق الظهور"، ويعلق الدكتور غازي على ذلك بالقول: "تعلمت في تلك الأيام ولم أنس قط، أنه إذا كان ثمن الفشل باهضا، فللنجاح بدوره ثمنه المرتفع... أعزو السبب – لظهور هذه الأقاويل- إلى نزعة فطرية في نفوس البشر، تنفر من الإنسان المختلف، الإنسان الذي لا يتصرف كما يتصرفون".
وبعد أقل من عام، كان على الأستاذ الجامعي أن يتحول عميدا لكلية التجارة وهو المنصب الذي رفضه إلا بشرط هو ألا يستمر في المنصب أكثر من عامين غير قابلة للتجديد، فكانت الموافقة على شرطه هذا إلى جانب شروط أخرى رحب بها مدير الجامعة. وبدأت تنمو الإصلاحات في الكلية ونظامها وسياستها بشكلٍ مستمر وبنشاط لا يتوقف. حتى عاد أستاذا جامعيا بعد عامين.
وفي 1973، كان القرار الهام، الانتقال من الحياة الأكاديمية إلى الخدمة العامة، في المؤسسة العامة للسكة الحديدية، وكان سبق أن عرض عليه الأمير نايف وزير الداخلية أن يعمل مديرا عاما للجوازات والجنسية، ولكنه رفض، أما إدارةمؤسسة السكة الحديدية "فأثارت شهية الإداري الذي ولد داخل الأكاديمي"، على حد وصف الدكتور غازي.
و قبل أن يتضح له أنه بدأ شيئا فشيئا يتحول إلى "وزير تحت التمرين"، كان قد التقى مرات عدة مع الأمير فهد (آنذاك)، حتى أنه شرح له في إحدى المرات فلسفة المملكة التنموية، وكأن ذاك درس للطالب النجيب لينتقل نحو مجلس الوزراء، وهذا ما حدث بالفعل في عام 1975، ضمن التشكيل الوزاري الجديد، إذ عُيّن وزيرا لوزارة الصناعة والكهرباء، ويذكر المواطن من ذلك الجيل أن الكهرباء حينها دخلت كل منزل أو على الأقل غالبية المنازل في السعودية وخلال فترة وجيزة، كذلك كان من أهم إنجازات تلك الفترة نشوء شركة "سابك" عملاق البتروكيماويات السعودي. وكانت قد ظهرت آنذاك العلامة المميزة لـ غازي القصيبي: الزيارات المفاجئة.
يعترف غازي الوزير، أنه لم يكن بوسعه تحقيق ما حققه لولا "الحظوة" التي نالها لدى القيادة السياسية للبلد، وهذه الحظوة لم تكن بالطبع لتأتي من فراغ، وتوطدت أكثر مع الأمير فهد، ولي العهد. وفي يوم من أواخر العام 1981، كان الأمير فهد قد قرر تعيين غازي وزيرا للصحة، وهو ما تم بعد تولي الملك فهد مقاليد الحكم عام 1982، ويقول الوزير الجديد، حينها، في هذا الشأن: "كانت ثقة الملك المطلقة، التي عبر عنها شخصيا وفي أكثر من وسيلة ومناسبة، هي سلاحي الأول والأخير في معارك وزارة الصحة"، وفي تلك الوزارة كانت التغيرات حثيثة ومتلاحقة، نحو الأفضل بالطبع، ظهر غازي في تلك التغيرات كإنسان أكثر من كونه وزير أو إداري، وربما كان لطبيعة العمل الإنساني في وزارة الصحة دور كبير في هذا.
كان من الأمثلة على ذلك، إنشاء جمعية أصدقاء المرضى، إنشاء برنامج يقوم على إهداء والدي كل طفل يولد في مستشفيات الوزارة، صورة لوليدهم بعد ولادته مباشرة، مع قاموس للأسماء العربية ! هذا فضلا عن تعزيز عملية التبرع بالدم وبث ثقافتها وتحفيز المواطنين نحوها، كذلك ظهرت لمسات روحانية كتعليق آيات من القرآن داخل المستشفيات وتوزيع المصاحف على المرضى المنومين.
ولكن الأكيد، أنه ومع كل تلك النجاحات التي ما زالت آثار نتائجها باقية حتى اليوم، لم تكن النهاية سعيدة ! إذ صدر أمر ملكي بإعفاء الوزير القصيبي من وزارة الصحة، وكان ذلك في أواسط عام 1984، يقول غازي عن الإعفاء أنه كان "دراما إنسانية معقدة"، وكانت قصيدة (سيف الدولة الحمداني) قد دقت الوتد الأخير (أو هي كل الأوتاد) في العلاقة الودية بين الوزير ورئيسه في مجلس الوزراء الملك فهد، فكان الإعفاء.
وبعد شهر واحد فقط، صدر تعيينه سفيرا للملكة في دولة البحرين، بناءً على رغبته، وبقي كذلك لثماني سنوات، حتى صدر قرار تعيينه –بعد استشارته- سفيرا للمملكة في بريطانيا، وظل هناك طوال إحدى عشرة سنة، ليعود من السلك الدبلوماسي نحو الوزارة، وزيرا للمياه ثم المياه والكهرباء بعد أن دمجتا في وزارة واحدة، لينتقل مؤخرا نحو وزارة العمل، التي ما زالت ترضخ للمُصلح، وإن لم يتبق إلا قليل من درب الخروج من الأزمة.
غازي الشاعر والروائي والكاتب
كان لغازي ميول أدبية جادة، ترجمها عبر دواوين أشعار كثيرة، وروايات أكثر، وربما يعدّ بسببها أحد أشهر الأدباء في السعودية، ويظل رمزا أو نموذجا جيدا لدى الشباب منهم، وكالعادة، فالمبدعين لابد وأن تحاصرهم نظرات الشك، وتلقى إليهم تهم لها أول لكنها بلا آخر، لا سيما وأن متذوقي الأدب قلة، ومحبي حديث الوعاظ المتحمّسين غالبية، وابتدأت تلك المشاحنات من جانب الوعاظ مع إصداره لديوانه الشعري الثالث "معركة بلا راية" عام 1970، إذ ساروا في وفود وعلى مدى أسابيع عدة، نحو الملك فيصل لمطالبته بمنع الديوان من التداول، وتأديب الشاعر، فأحال الملك فيصل، الديوان، لمستشاريه ليطلعوا عليه ويأتوه بالنتيجة، فكان أن رأى المستشارون أنه ديوان شعر عادي لا يختلف عن اي ديوان شعر عربي آخر، إلا أن الضجة لم تتوقف حول الديوان واستمرت الوفود بالتقادم للملك فيصل، فما كان منه سوى أن شكل لجنة ضمت وزير العدل ووزير المعارف ووزير الحج والأوقاف، لدراسة الديوان أو محاكمته بالأصح، وانتهت اللجنة إلى أن ليس في الديوان ما يمس الدين أو الخلق، ولا تمر هذه الحادثة في ذهن القصيبي إلا ويتذكر موقف الملك عبد الله بن عبد العزيز من هذه القضية، إذ يقول غازي: "سمعت من أحد المقربين إليه أنه اتخذ خلال الأزمة موقفا نبيلا وحث الملك فيصل على عدم الاستجابة إلى مطالب الغاضبين المتشنجة".
فيما بعد توالت الإصدارات بين دواوين الشعر والروايات والكتب الفكرية، ومن دواوينه الشعرية : صوت من الخليج، الأشج، اللون عن الأوراد، أشعار من جزائر اللؤلؤ، سحيم، وللشهداء. ومن رواياته شقة الحرية، العصفورية، سبعة،هما، سعادة السفير، دنسكو، سلمى، أبو شلاخ البرمائي، وآخر إصداراته في الرواية : الجنية. وفي المجال الفكري له من المؤلفات : التنمية، الأسئلة الكبرى، الغزو الثفافي، أمريكا والسعودية، ثورة في السنة النبوية، والكتاب الذي وثق فيه سيرته الإدارية والذي حقق مبيعات عالية :حياة في الإدارة وكذلك كتاب (الوزير المرافق) الذي وثق فيه سيرته كمسؤول في وزارة من خلال بعثات الوفود الرسمية ومرافقته للضيوف الرسميين .
وأحدثت معظم مؤلفات الشاعر والروائي والمفكر غازي القصيبي ضجة كبرى حال طبعها، وكثير منها مُنع من التداول في السعودية لا سيما الروايات، ولا يزال فيها ما هو ممنوع حتى هذه اللحظة.
وعلى المستوى الروائي يكاد يُجمع المهتمين بأن روايتي شقة الحرية والعصفورية، هما أهم وأفضل وأشهر ما كتب القصيبي، في حين احتفظ ديوان معركة بلا راية بمرتبته المتقدمة بين دواوين الشعر الأخرى، وفي المؤلفات الأخرى، يبقى حياة في الإدارة واحدا من الكتب التي حققت انتشارا كبيرا رغم أن ثقافة القراءة كانت شبه معدومة حينها في المجتمع (نشر الكتاب عام 1998 وهو عام بائس في التاريخ السعودي انخفض فيه سعر برميل النفط إلى أقل من 10 دولارات).
ولا يزال غازي منذ البدء متواصلا مع المشهد الثقافي السعودي عبر إصداراته شبه السنوية، وأثار ضجة أخرى مؤخرا عندما قدّم لرواية (بنات الرياض) للروائية السعودية رجاء الصانع، وهي الرواية التي تواجه مصيرا يكاد يقترب من مصير معركة بلا راية عند صدوره.
وفي الشأن الأدبي، لا تخلو سيرة غازي الوزير من مواقف طريفة تسبب بها غازي الأديب، إذ يروي القصيبي أنه في أحد الأيام إبان وزارته في الكهرباء والصناعة حصل انقطاع للكهرباء في أحد أحياء الرياض، وكان القصيبي يذهب إلى مقر الشركة ويتلقي الشكاوى الهاتفية مع موظفي السنترال كلما حدث انقطاع، فلما كان ذاك اليوم، وأثناء تلقيه للاتصالات على سنترال الشركة، حادثه مواطن غاضب قائلا: "قل لوزيركم الشاعر أنه لو ترك شعره واهتم بعمله لما انقطعت الكهرباء عن الرياض"، يقول غازي، " فقلت له ببساطة: شكرا.. وصلت الرسالة! فقال: ماذا تعني؟ قلت: أنا الوزير ! قال: أحلف بالله! فقلت: والله. وكانت هناك لحظة صمت في الجانب الآخر قبل أن تهوي السماعة".
ودارت نزاعات فكرية ثقافية بين غازي ومجموعة من الصحويين في أواسط التسعينات، حولها الصحويون من اختلافات إلى خلافات، ووصلوا فيها إلى مراحل متقدمة من الطعن في غازي عبر المنشورات والمنابر وأشرطة الكاسيت، فأصدر غازي حينها كتابا بعنوان "حتى لا تكون فتنة" وهو بمثابة الرسالة، يوجهها نحو من جعلوا أنفسهم خصوما له، وأشهرهم ناصر العمر وسلمان العودة، وانتهت تلك المرحلة بسلام.
ورغم أن البعض يرى أدب غازي متطرفا نحو اليسار، إلا أن لآخرين رأيهم بأنه متطرفا لليمين، لا سيما في أدبياته الأخيرة، وخصوصا قصيدة الشهداء (نص قصيدة الشهداء)، التي مجّد فيها غازي للعمليات الانتحارية (في فلسطين) قبل نحو ثلاث سنوات، وأشاع بعضهم حينها أنها كانت سببا لتدهور علاقاته الدبلوماسية في بريطانيا، فكان أن نقل من السفارة عائدا إلى الوزارة، وذلك بعد نحو عام من نشر القصيدة.
وهنا يستشهد القصيبي بقول الأديب السوري محمد الماغوط: "ما من موهبة تمر بدون عقاب" ويضيف عليها: "وما من موقف يمر بلا ثمن !".
وفاته
توفي عن عمر يناهز السبعين عامًا في يوم الأحد 5 رمضان 1431 هـ الموافق 15 أغسطس 2010 الساعة العاشرة صباحًا في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بعد معاناة طويلة مع المرض