الثلاثاء، 10 أبريل 2018

المدارس اللغوية.


المدرسة البنيوية


تأسيسها : ظهرت البنيوية اللسانية في منتصف العقد الثاني من القرن العشرين مع رائدها (فرديناند دي سوسير)، من خلال كتابه "محاضرات في اللسانيات العامة"، الذي نُشر في باريس سنة 1916م، وقد أحدثت هذه اللسانيات ابستمولوجية "معرفية" مع فقه اللغة و الفيلولوجيا الدياكرونية .
النشأة :
إنّ المدرسة البنيوية هي أول مدرسة لسانية حديثة، وهي منطلق المدارس اللسانية الحديثة جلها؛ فالمدرسة البنيوية أول مدرسة قامت على أفكار دي سوسير التي تعد منطلق المدارس اللسانية الحديثة وأصبح المنهج البنيوي أقرب المناهج إلى الأدب؛ لأنه يجمع بين الإبداع وخاصيته الأولى وهي اللغة في بوتقةٍ ثقافيةٍ واحدة،
أي يقيس الأدب بآليات اللسانيات بقصدِ تحديدِ بُنيات الأثر الأدبي وإبراز قواعده وأبنيته الشكلية والخطابية
فظهرت البنيوية في بداية الأمر في علم اللغة، وبرزت عند فرديناند دي سوسير الذي يعد الرائد الأول للبنيوية اللغوية عندما طبق المنهج البنيوي في دراسته للغة، واكتشاف مفهوم البنية في علم اللغة مما دفع بارت وتودوروف وغيرهما إلى الكشف عن عناصر النظام في الأدب
أما عن نظرية دي سوسير في علم اللغة، فهو يرى أنَّ موضوع علم اللغة الصحيح والوحيد هو اللغة في ذاتِها ومن أجلِ ذاتها، وقد فرّق بين اللغةِ والأقوالِ المنطوقةِ والمكتوبةِ، فاللغة أصواتٌ دالةٌ متعارف عليها في مجتمع معين إذن ففي دراسة اللغة لا بد من عزلها واعتبارها مجموعة من الحقائق؛
لأن اللغة بالتحليل السابق هي نظام إشاري (سيميولوجي)، أي إن علم اللغة يهتم باللغة المعينة ولا يلتفت إلى لغة الفرد؛ لأنها تصدر عن وعي ولأنها تتصف بالاختيار الحر
ومن هنا انطلقت البنيوية من حقلِ علم اللغة إلى حقل علم الأدب، فسوسير في نظريتهِ كان يفرقُ بين اللغةِ والأقوال أو بين اللغة كنظام واللغة كاستعمال كلامًا أو كتابةً،
فإن البنيويين يفرقون كذلك في علم الأدب بين الأدب والأعمال الأدبية والمنهج البنيوي يقوم على مفهومين اثنين -  هما أساس المنهج الوصفي  - : الوصف والتصنيف .
افكارها :
اولاً : النظرة "البنيوية" إلى اللغة، من حيث عرفها بأنها: نظام من العلامات .
 . ثانياً: "السنكرونية" أو (الوصفية) في مقابل "الديكرونية" أو (التاريخية)
 .  ثالثاً : ثنائيته المشهورة "اللغة والكلام" وتفريقه الحاد بينهما

مبادئ المدرسة :
أولاً : العلاقة بين اللغة والكلام .
ثانيًا : تحليل الرموز اللغوية.
ثالثًا : دراسة التركيب العام للنظام اللغوي .
رابعًا : التفرقة بين مناهج الدراسة الوصفية ومناهجها التاريخية .




المدرسة الوظيفية او مدرسة براغ
تأسيسها :
 تعود الجذور الاولى لتأسيس مدرسة براغ الوظيفية الى العالم اللساني التشيكي ماثيسيوس الذي كانت من دعواته الاولى دراسة اللغة بطريقة جديدة تختلف عن الدراسة التاريخية ومعنى ذلك انه من المؤسسين لعلم اللغة الوصفي او اللسانيات .  
تأسست "حلقة براغ اللغوية"  في السادس من أكتوبر عام (1926م)، ويرجع فضل تأسيسها إلي ((فيليم ماثيوس))  رئيس حلقة بحث اللغة الإنجليزية بجامعة تشارلز وقد شاركه في تأسيسها أربعة هم ((ر.ياكوبسون))  و((ب.هافرنيك))  و((ب.ترنكا)) و((ي.روبكا)) ،
وذلك علي إثر اجتماع هؤلاء الخمسة لمناقشة محاضرة ألقاها اللساني الألماني الشاب ((هـ.بيكر)) فتخلقت الفكرة، وأصبغ ((ماثيسيوس)) علي المجموعة الطابع التنظيمي .
النشأة :
نشأت هذه المدرسة في أعمال العلماء التشيك الذين نشروا أعمالهم ضمن ما أسموه حلقة براغ ومن أبرز أعلامها رومان ياكبسون ، ونيكولاي تروبتسكوي
 ومنذ 1930 ازداد توسع المدرسة بعد أن هاجر ياكبسون إلى الولايات المتحدة وعمل في جامعة هارفارد، واستقطب كثيرا من العلماء والباحثين الذين وقفوا مقابل المدرسة التوزيعية في أمريكا
وانظم اليها بعض اللسانيين الفرنسين : أندريه مارتينيه ، واميل بنفست. وأدت المدرسة دورا بارزا في تطور اللسانيات البنيوية .
افكارها :
اعتمد أقطاب المدرسة على تصورات سوسير وأفكاره، من حيث رأى أن اللغة ذات وظيفة اجتماعية، وهي نظام من العلامات أو الوحدات اللغوية :
-اعتبار اللغة كنظام وظيفي،وذلك لأن اللغة الناتجة عن العمل اللساني إنما هي نظام لوسائل التعبير،حيث الهدف و تحقيق مقاصد كل متكلم في التعبير و التواصل.
التأكيد على أن أحسن طريقة لمعرفة جوهر اللغة هو التحليل السانكروني لضمان الفعلية
على اللساني الاهتمام بالدراسة الفونيتيكة، و الدراسة الفونولوجية للنظام اللغوي
يعتبر "تروبتسكوي" المشرع الحقيقي لأفكار مدرسة براغ، كما ساعده وطور مفاهيمه "ياكبسون"،إذ انصب اهتمامهما حول النظريات الفونولوجية. وعموما فمدرسة براغ مرتبطة بسوسير و مبادئه الأساسية
إذ تنطلق المدرسة من تقسيم سوسير للغة و الكلام، كما يردد تروبتسكوي فكرةَ سوسير حول اعتبار اللغة نظاما يوجد في وعي أعضاء الجماعة .

المدرسة التوزيعية
تأسيسها :
 اتجاه لساني ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية في حوالي سنة 1930، وهو مرتبط بتفكير سوسير تسمى هذه المدرسة أيضا بالمدرسة السلوكية , و صاحب هذه النظرية التوزيعية هو هاريس (زيلغ سابيتي هاريس ) .
النشأة :
التوزيعية هي النظرية التي تقابل عند كثير من الدارسين بالبنيوية الأمريكية، التي يعتبر سابير من أوائل روادها، وقد نشر كتابه عن (اللغة) عام 1921 يتحدث فيه عن البنوية اللغوية وبالعنوان نفسه نشر بلومفيلد كتابه عن (اللغة) عام 1933، وعرض فيه للجانب الآخر من النظرية البنيوية المتماسكة، ويعتبر كل من (سابير) و(بلومفيلد) زعيمي المدرسة الأمريكية .
*من أشهر مؤلفات هاريس في علم اللغة ذلك الذي يعد المؤلف الرئيس في علم اللغة التوزيعي، والذي شرح فيه آراءه حول هذا المنهج، وهو كتاب (مناهج في اللسانيات البنوية)، وبه ظهر هاريس صاحب مدرسة جديدة
إن النظرية التوزيعية قائمة بشكل أساسي على مبادئ سوسير . و
وإن التوزيعية ترى أن عملية التوزيع السليم الذي تأخذ فيه الكلمة قيمتها وبالتالي علاقات منطقية ولغوية مع بعضها البعض هي التي تصل بنا في النهاية إلى المعنى السليم، ومن هنا جاء اسم النظرية التوزيعية
ومن أهم أعلامها المؤسسين ليونارد بلومفيلد الذي الف كتابه ( اللغة ) سنة 1914 كان كتابه متشبع بمبادئ السلوكيه فقد ذكر ان اللسانيه شعبه من شعب علم السلوكي لعل هذه القضيه من اهم النقاط التي تقوم عليها نظرية بلومفيلد السلوكية , حاول تفسير الحدث الكلامي من منظور سلوكي واطلق على هذا المنهج اسم المادي او الآلي وهذا المنهج يفسر السلوك البشري من حيث المثير والاستجابة
ويستند المنهج التوزيعي على اختلاف مدارسه إلى اعتبار اللغة مجموعة من الوحدات التمييزية التي تظهرها عملية التقطيع أو التقسيم، و يعتمد هذا المنهج طريقة شكلية في الوصول إلى المكونات المباشرة .
مبادئ المدرسة التوزيعية :
أولاً : اللغة (مادة) قابلة للمُلاحظة المُباشرة.
ثانيًا : دراسة المعنى قد تعوق الوصول إلى القوانين العامة التي تحكم السُّلوك اللغوي .

المدرسة الاجتماعية او المدرسة السياقية
تأسيسها :
ترتبط النظرية السياقية  باللساني البريطاني جون روبرت فيرث .
النشأة :  
عرفت مدرسة لندن بما سمي بالمنهج السياقي , وكان زعيم هذا الاتجاه (فيرث) الذي وضع تأكيدا كبيرا على الوظيفة الاجتماعية للغة فتعدّ " نظرية السياق " هي الحجر الأساس في " المدرسة اللغوية الاجتماعية " التي أسسها (فيرث) في بريطانيا
 والتي وسّع فيها نظريته اللغوية بمعالجة جميع الظروف اللغوية لتحديد المعنى ، ومن ثم حاول اثبات صدق المقولة بأن " المعنى وظيفة السياق " , وقد تأثر فيرث بنظرية النظم لعبد القاهر الجرجاني .
فلقد قدّم فيرث السياق على أنه إطار منهجي يمكن تطبيقه على الأحداث اللغويّة ، ولعلّ الذي قاد فيرث إلى تبني فكرة السياق ، أنّه كان ينظر إلى  أنّ دراسة اللغة بشكل عام ، وكذلك دراسة عناصرها من كلمات ، وأصوات ، وجمل ، هي دراسة دلالية لمعاني هذه العناصر ، حتّى أنّه ذهب إلى اعتبار مهمة البحث اللغوي منحصرة في تقصي هذه المعاني دون سواها  
لقد فهم فيرث المعنى على أنّه " علاقة بين العناصر اللغويّة والسياق الاجتماعي بحيث تتحدّد معاني تلك العناصر ، وفقا لاستعمالها في المواقف الاجتماعية المختلفة " فان فيرث نظر الى المعنى على أنه وظيفة في السياق
فيوجد هناك تقارب في فكرة السياق المعنى واللفظ بين دي سوسير وفيرث , وايضاً يتقارب مفهوم السياق و النظم
اذا فنجد ان نظرية السياق ليست نابعة من المستشرقين بل اخذوها من العرب ونسبوها لأنفسهم .
أنماط مدرسة السياق :
السياق اللغوي
السياق العاطفي
سياق الموقف
السياق الحضاري

أسس ومنطلقات النظرية السياقية :
الأول : رفض ثنائيات دي سوسير التي تجعل مجال علم اللغة النظام (في وجوده الذهني) .
الثاني : التركيز على المكون الاجتماعي للغة بدل الجانب التجريدي الذهني.
ثالثا : دراسة اللغة وفق بيان العلاقة بين اللغة والمجتمع.






المدرسة التحويلية والتوليدية

تأسيسها :
 هو نظرية لسانية وضعها تشومسكي، ومعه علماء اللِّسانيات فـي المعهد التكنولوجي بماساشوسيت (الولايات المتحدة) فيما بين 1960م و1965م بانتقاد النَّموذج التَّوزيعـي والنَّموذج البنيوي .

النشأة :

وقد نشأتْ على أنقاض مدرسة "بُلُومْفِيلْد"؛ وذلك عندما ما تجرأَ "تشومسكي" على نقدها نقدًا لاذعًا، فأصبح بذلك الزعيم الأول للمدرسة اللغوية الأمريكية
وهذا المنهج قام على أساس"أن أبسط النماذج النحوية هي القواعد القادرة على توليد عدد غير محدود من الجمل بواسطة عدد محدود من القواعد المتكررة التي تعمل من خلال عدد محدود من المفردات "
ودرس هذا الرأي بالتفصيل في كتابه المشهور (البُنَى النحوية), وهو في ذلك متأثر بأستاذه زيلغ هاريس في نظريته التحويلية التي أنشأها عام 1952
إن نظرية تشومسكي قد أعادت صياغة كثير من افكار، ومبادئ اللسانيات البنيوية على وفق فلسفة جديدة. فرغم أصالتها وجديتها إلا أنها تتصل بأسباب غير مباشرة باللسانيات البنيوية، يدل على ذلك ان تشومسكي عندما حاول وضع قواعد جديدة لم يبتعد كثيراً عن مفاهيم البنيوية.
**ثار تشومسكي على السلوكية لبلومفيلد وأتباعه، وتبنى استيراتيجية جديدة مضادة تماما لهم، تمثلت في تبنيه مذهبا ذهنيا في دراسة اللغة، "النظرية اللغوية بالمعنى التقني ذهنية ، فهي معنية باكتشاف الحقيقة الذهنية المبطنة للسلوك الفعلي .


أهم أسس النظرية التحويلية :
أولاً: التفريق بين الكفاية والأداء: فالكفاية: قدرة ابن اللغة على فهم تراكيب لغته وقواعدها وقدرته من الناحية النظرية، على أن يُركِّب ويفهم عددًا غير محدودٍ من الجُمل، ويُدرك الصَّواب منها أو الخطأ، وأمَّا الأداء: فهو الأداء اللُّغوي الفعلي لفظًا أو كتابة .
ثانيًا: التَّمييز بين البنية العميقة والبنية السَّطحيَّة. نجد صدى لذلك عند سيبويه .
ثالثًا: اعتبار الجملة الوحدة اللُّغوية الأساسية.
رابعًا: القواعد التحويلية ينجم عند اتِّباعها جمل أصولية لا غير، كما تُحدد كل الجمل المُحتملَة في اللغة , والجمل الأصولية كانت شغل سيبويه الشاغل في كتابه.
خامسًا: الإدراك اللغوي والقدرة اللغوية: وهي صفات إنسانية تكمن في النَّوع البشري وليست مُكتسبة، وهذا يتَّفق فيه سيبويه وغيره من النحاة العرب مع تشومسكي.   

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا لك حقا استفدت بما قد كتبتي جدا

    ردحذف